أسباب الدراسة في الخارج …خصوصا للطلاب العرب

عديدة هي أسباب الدراسة في الخارج التي تدفع الطلاب للتفكير في السفربشكل جدي. ولقد شهدت السنوات السابقة ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً في أعداد الطلاب التي تفضل الدراسة في خارج وطنها، وكانت نسبة كبيرة من هؤلاء الطلاب منالعرب.

فلقد زاد وعي الطلاب بأهميةالدراسة في الخارج وزاد لديهم الشغف للاطلاع على ثقافات أخرى، ومعرفة التطورات العالمية. لذلك أصبحوا يسعون بشكل حثيث للحصول على منح وقبولات دراسية تؤهلهم لاكتساب المهارات العالمية والخبرات المهنية. وذلك من أجل أن يتمكنوا من ولوج سوق العمل مستقبلاً والحصول على فرص عمل جيدة.

كما أن انتشار العولمة والانفتاح الواسع جعل أصحاب العمل والشركات يسعون لرفد كوادرهم بموظفين أصحاب خبرة مهنية عالمية، ممن اطلعوا على الثقافات الخارجية.

وسنعرض في مقالتنا هذه أهم أسباب الدراسة في الخارج خصوصا للطلاب العرب فتابع معنا، حتى تتمكن من معرفة أهمية الدراسة في الخارج، وكيف ستنعكس عليك.

إقرأ ايضاً: 10 من أهم ايجابيات الدراسة في الخارج للطلاب العرب

أسباب الدراسة في الخارج خصوصا للطلاب العرب

لا يمكن حصر أسباب الدراسة في الخارجوالتي تختلف من طالب إلى آخر، تبعاً للظروف. ومن هذه الأسباب نذكر:

الحصول على أساليب تعليمية أكثر تطوراً

ويعتبر هذا الأمر هو أول أسباب الدراسة في الخارج بالنسبة للطلاب العرب، وذلك من أجل التعرف على وسائل وأساليب تعليمية أكثر تطوراً من تلك التي يحصلون عليها في بلادهم. بالإضافة للتعرف بشكل أفضل على التطورات التكنولوجية،التي وصلت لها الدول الأخرى في مجال دراستهم،والاطلاع على الوسائل التي ساعدتهم في الوصول لهذا التطور.

كما أن التعرف على أساليب أكثر تحضراً وعملية في توصيل المعلومات الأكاديمية مع تطبيقها، هو أحد أهم أسباب الدراسة في الخارج ، حيث سيتلقى الطالب العلم بوسائل حديثة ومتقدمة، تربط له الدراسات الأكاديمية بالواقع العملي. وبذلك سيتخلص الطالب من أسلوب التفكير الأكاديمي التقليدي الذي اعتاد عليه في دراسته سابقاً.

كل ذلك سيساهم في زيادة الخبرات والمعارف العملية والعلمية. وبالتالي سينعكس بشكل أفضل على المسار المهني والدراسي للطالب.

التبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى

سيتعرف الطالب خارجاً على ثقافات شعوب جديدة وسيتعرف أيضا على مجتمعهم وعاداتهم وطعامهم وأساليب معيشتهم. كماسيشارك الطالب بدوره ثقافة بلاده وعلومها مع الأشخاص الذين سيتعرف عليهم. ولا تقتصر المعارف والصداقات على الدولة التي اختاراها للدراسة فحسب.

بل سيتعرف على طلاب آخرين من مختلف الدول والبيئات والثقافات.

اكتساب المهارات العمل العالمية

مهما كان مستوى التعليم الذي تتلقاه في وطنك عالياً، ستنقصكمهارات لن تستطيع الحصول عليها إلا بالدراسة خارجاً.

فمن مهارات العمل العالمية التي ستجد أنك اكتسبتها عند دراستك في الخارج: قدرتك على التواصل مع الآخرين بشكل أفضل، والقدرة على إقناعهم بأفكارك وآرائك، وتنظيم الوقت بشكل أفضل، وإدارة المشاريع باحترافية.

كما ستستطيع أيضا التميز في عملك وكسب ثقة رؤسائك. وذلك لأنك ذو ثقافة عالية وتمتلك مهارات المناقشات المهنية ولديك معرفة بالأساليب العلمية الحديثة.

تعلم لغة جديدة وصقل مهاراتك اللغوية

ستساعدك دراستك في الخارج باكتساب لغة جديدة تتقنها وتتحدث بها بطلاقة، فحتى إن كنت تعرف لغة البلد الذي ستسافر إليه مسبقاً، ستزداد مهارتك اللغوية في هذه اللغة، بسبب ممارستها بشكل دائم.

كما أن كل لغة جديدة تتعلمها وتتقنها، إضافة إلى لغتك الأم، ستغني سيرتك الذاتية وستزيد من كفاءتك في العمل.

الحصول على فرص عمل في الخارج

ويعد هذا السبب من أهم أسباب الدراسة في الخارج لمعظم الطلاب وخصوصا العرب، وذلك بسبب ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل في معظم الدول العربية.كما وقد تكون فرصة العمل التي يحصل عليها الطالب خارجاً بعد الانتهاء من دراسته، أفضل من الفرص التي يحصل عليها في وطنه.

الحصول على فرص عمل أفضل في وطنهم

يمتلك الطلاب الذين يتلقون تعليمهم في الخارج العديد من المميزات التي تجعلهم مفضلين لدى الشركات. مثل: امتلاكهم خبرات عملية ومهنية عالية، واتقان لغة إضافية، فضلاً عن امتلاكهم الكثير من المهارات العملية والشخصية، والتي تجعل حضورهم أفضل في سوق العمل.وبذلك ستزيد الدراسة خارجاً من فرصهم في الحصول على وظيفة أحلامهم.

كما وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الطلاب الذين يدرسون خارجاً يجدون فرص عمل أفضل وبسرعة أعلى من الطلاب التي تدرس في وطنها. ويعود ذلك بسبب المهارات التي اكتسبوها في دراستهم خارجاً.

كما ولقد أشارت الدراسات أيضا أن الموظفين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج يؤدون الأعمال الموكلة إليهم، بشكل أفضل من غيرهم.

الحصول على الاستقلالية

تعتبر الاستقلالية التي سيتمتع الطالب بها عندما يختار الدراسة في الخارج أحد أهم الأسباب التي تدفعه لخوض هذه التجربة، وبالخصوص للطلاب العرب الذين يبقى ارتباطهم بأهلهم وثيقاً ويعتمدون عليهم في كل شيء تقريباً.

فعندما يسافر الطالب إلى الخارج سيتعين عليهأن يواجه الحياة في مدينة مختلفة وجديدة لوحده. دون أن يعرف لغة المدينة حتى في بعض الأحيان.وسيتوجب عليه أيضا القيام بأموره الشخصية لوحده، مثل: الغسيل، والكي، والتنظيف، وشراء حاجياته بنفسه، وغير ذلك، دون أن يعتمد على أحد.

لذلك ستعيد الدراسة في الخارج بناء شخصية هؤلاء الطلاب، وستجعلهم أكثر استقلالية واعتماداً على أنفسهم. وستدفعهم أيضا للتعرف على ذاتهم بشكل أكبر واكتساب مهارات حياتية متنوعة. مثل: تحسين تواصلهم مع الآخرين، والمرونة، والتسامح، وغير ذلك من الصفات، التي ستؤدي لرفع ثقتهم واعتمادهم على أنفسهم.

إقرأ ايضاً: شروط الدراسة في بريطانيا للطلاب العرب

تكلفة الدراسة

لا يمتلك العديد من الطلاب مصاريف الدراسة المرتفعة، لذلك تكون المنح المقدمة من الجامعات في بعض الدول فرصة ذهبية لهم لإكمال تعليمهم. ولكي يستطيع الطالب تأمين مصاريف معيشته في الخارج، يلجأ للعمل بشكل جزئي بما يتناسب مع وقت وطبيعة دراسته.

كما ويزداد في كل عام عدد المنح الممولة التي تقدمها المؤسسات التعليمية الحكومية في العديد من الدول لطلاب الدول الثانية.

ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض المنح المقدمة تغطي تكاليف المعيشة أيضاسواءً بشكل جزئي أو كامل. ويكون التنافس على هذه المنح شرس وقوي جداً. وخصوصاً إذا كانت الجامعة المُقدمة للمنحة، جامعة عالمية معروفة.

كما يمكن أيضا الدراسة بإحدى الجامعات الأوروبية والآسيوية والأمريكية برسوم منخفضة قد تكون أقل من رسوم الدراسية التي يضطر الطالب لدفعها في وطنه.

دراسة فرع واختصاص محدد

ويعتبر هذا السبب من أهم أسباب الدراسة في الخارج وذلك لأن الطالب قد يرغب في دراسة اختصاص ما لا يتواجد في بلده، أو قد لا تسمح له الظروف بدراسة هذا الفرع أو الاختصاص في وطنه، كأن يكون المجموع المطلوب لدراسته مرتفعاً،أوعدد المقاعد المسموحة في الاختصاص قليلة.مما يدفعه للسفر خارجاًليدرس التخصص الذي يسعى إليه.

الحصول على شهادة جامعية ذات قيمة عالية عالمياً

عندما يختار الطالب الدراسة في جامعة عالمية معروفة ومشهورة، ستصبح الشهادة التي يحصل عليها بعد الانتهاء من تعليمة ذات قيمة أعلى، وستغني سيرته الذاتية بشكل أفضل، وهذا واحد من أسباب الدراسة في الخارج للطلاب العرب. وذلك لأن تقييم شهادات الجامعات العربية، أقل من تقييم شهادات الجامعات في الدول المتقدمة، مثل: أمريكا، وبريطانيا، وكندا.

كما وستساعد الشهادة من جامعة مرموقة في الحصول على فرص تعليمية أفضل لإكمال الدراسة الأكاديمية لاحقاً.

التعرف على العالم

ستوفر لك تجربة السفر إلى الخارج متعة التعرف إلى مناطق جديدة من عالم. فسترى تضاريس طبيعة خلابةلم يسبق لك أن رأيتها. وستتعرف على معالم وأثار جديدة لحضارات مختلفة عن حضارتك. مما سيشعرك أكثر بقيمة العالم من حولك.

فرصة العيش في بلد متقدم

ستتيح لك الدراسة في الخارج فرصة لإكمال حياتك في البلد الذي اخترته للدراسة. حيث يمكنك الحصول على إقامة في هذا البلد والحصول على فرصة عمل بداخله ومن ثم إكمال حياتك فيه.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكيةمن أكثر وجهات السفر للطلاب الذين يسعون لإكمال حياتهم في بلد متقدم بعد الانتهاء من تعليمهم.

إقرأ ايضاً: مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل | تجربتي

التفوق أكثر في الدراسة

تشير الدراسات الحديثة أن الطلاب التي تختار الدراسة خارجاً تحصل على معدلات أعلى من الطلاب التي تدرس في وطنها. كماأنهم ينهون السنوات الدراسية بمعدل أسرع أيضا. وذلك لأن الطالب الذي يختار الدراسة خارجاً ستملأ الدراسة حياته. أما الطالب الذي يدرس في بلده، سيكون مشغولاً مع العائلة ومسؤولياتها، ومع الأقارب، والأصدقاء، وغير ذلك…

التخلص من العادات والتقاليد المجتمعية البالية

حتى وقتنا الحالي مازالت العادات والتقاليد البالية التي تساهم في تراجع الأفراد والمجتمعات وتأخرهم الفكري، موجودة في معظم الدول.لذلك يلجأ العديد من الطلاب لتتخلص من هذه المعتقدات من خلال السفر للدراسة خارجاً. وبذلك يتمكنون من تغيير أنماط معيشتهم،والحصول على نمط جديد متحضر،والتعرف على أناس جدد، وثقافات جديدة، ومواكبة الحداثة العالمية.

ولكننا كطلاب عربيجب أن نحافظ دوماًعلى مبادئنا وقيمنا الأخلاقية العالية،أينما ذهبنا.

الهروب من الأوضاع السيئة للبلاد

ويعتبر هذا من أهم أسباب الدراسة في الخارج خصوصاللطلاب العرب، حيث تعاني معظم الدول العربية من الأوضاع السياسية والمعيشية المتردية. والتي لا توفر للطالب الظروف المناسبة للدراسة، مما يدفع الطلاب لتفضيل الدراسة خارجاً.

ومن الجدير بالذكر هنا أن خيارات الدراسة في الخارج للطلاب العرب لا تنحصر على الدول الأوروبية أو الأمريكية. بل يمكن أيضا الدراسة في دولة عربية تتوفر فيها ظروف دراسية جيدة، حيث يمتلك هذا الخيار أيضا العديد من المميزات.

في نهاية المطاف يعتبر قرار الدراسة في الخارج قرار صعب وتحيط به الكثير من المحبطات والمخاوف. لكن عندما تفكر بكل أسباب الدراسة في الخارج التي طرحناها أعلاه، ستجد أنها تجربة جميلة تستحق أن تخوضها. وأن تستفيد من ميزاتها، فلا تفوت على نفسك هذه الفرصة.

انتهت مقالتنا التي عرضنا فيها أسباب الدراسة في الخارج …خصوصا للطلاب العرب، نتمنى لكم دوام التوفيق.