في كل عام، يقرر الآلاف من طلاب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدراسة في الخارج، ويختار كلٌ منهم التخصص الذي يرغب فيه، والمئات منهم يتوجه نحو دراسة الطب في أي بلدٍ أجنبي. يعتمد قرار أي طالب في الدراسة في الخارج على مجموعة من الفوائد الجوهرية، لربّما أولها جودة التعليم، ومع ذلك، نرى أن العديد منهم يواجه تحديات ومخاوف بشأن الدراسة في الخارج، لذا يجب على الطالب فهم وإدراك كل خطوة في عملية الدراسة في الخارج، ومعرفة المتطلبات وغيرها. إذا كنت من مولعي تخصص الطب، إليك في هذا المقال كل ما تريد معرفته عن تخصص الطب ودراسته في الخارج.
لماذا قد يختار الطالب دراسة تخصص الطب في الخارج؟
هناك عدّة أسباب تجعل الطالب الدولي يسافر من أجل دراسة تخصص الطب في الخارج:
- الحصول على شهادة الطب في بلده يكاد يكون مستحيلًا: عادةً ما يكون السبب الرئيس هو حلم الطالب بدراسة الطب، ولكن درجاته في البكالوريوس لم تسمح له بالتقدم لأي كلية طبية مجاورة، فعندما يكون تطلعه هو دراسة الطب، لن يعتبر السفر إلى بلاد أخرى للدراسة، عائقًا. ستسمح له دراسة الطب في الخارج بالحصول على الدرجة – طبعًا إذا اجتهد للحصول عليها – مهما كان وضع المسار الدراسي السابق له في بلده.
- جودة العليم في الخارج: ليس هناك مجال للمقارنة بين دراسة الطب في بلدك المحلي، ودراسة التخصص في الخارج، أليس كذلك! جودة التعليم والمستوى العالي والتحضّر، يجعلانك تسافر بدون مقدمات.
- تكلفة دراسة الطب في الخارج أقل: بالنسبة للعديد من الدول، فإن دراسة الطب في جامعة محلية باهظة الثمن، وعادةً ما يخرج الطلاب من كلياتهم مع ديون ضخمة يحتاجون إلى العمل سنوات لسدادها. طبعًا قد يفكّر الطالب الدولي في المقارنة ما بين دراسة الطب في الخارج مع تكاليف المعيشة، والدراسة المحلية بدون تكاليف سفر ومعيشة خارجية، ولكن إذا ما قارن بالفائدة العلمية وإمكانية العمل في الخارج والمساعدات الجامعية من بعض الجامعات لطلابها الدوليين، فسيشعر أن الأمر يستحق المجازفة، وقد ينتج في النهاية أن تكاليف دراسة الطب في الخارج بالنسبة له، أقل من الدراسة في بلده.
- الرّغبة في السفر واكتشاف ثقافات جديدة إلى جانب تخصص ممتاز: أظهرت العديد من الأبحاث أن السفر ومقابلة أشخاص جدد في أجزاء أخرى من العالم، لها آثار إيجابية حقًا على الناس، لذا يميل الطلاب في ربيع أعمارهم إلى الانفتاح والدراسة بشكل أفضل عندما يسافرون إلى الخارج، وخاصة أولئك الذين اختاروا المجال الطبي، كونهم يعرفون مسبقًا أنهم معرضون للانخراط بين الناس والمرضى.
إقرا ايضاً : اسئلة متكررة حول الدراسة في الخارج
خطوات دراسة تخصص الطب في الخارج
- اختر جامعة مناسبة لك، لميزانيتك ولمخططاتك الدراسية، وذات اعتماد جيد.
- اتبع إرشادات الجامعة لتتقدم بطلب القبول.
- اجمع متطلبات القبول في الجامعة المرادة؛ المؤهلات التعليمية والمقابلات وغيرها، واحصل على قبولك الجامعي.
- تقدّم بالحصول على فيزا الدراسة من السفارة.
- تأكد من جميع المتطلبات ومتطلبات رحلتك، واستعد.
- ادفع الرسوم الدراسية وسجّل في الفصول اللازمة.
- استمتع بتخصصك الجامعي كل فصل!
متطلبات دراسة تخصص الطب في الخارج
هل تريد الحصول على قبول جامعي للدراسة في الخارج؟
اختر وجهة الدراسة لمعرفة شروط وتكاليف الدراسة وتقدم للحصول على قبول جامعه او معهد لغة بشكل سريع.
اختر وجهتك الانتختلف المتطلّبات لدراسة الطب في الخارج بحسب بلد الدراسة بالتأكيد، ويجب عليك الرجوع إلى المواقع الأصلية لجامعة الطب المراد الدراسة فيها، لمعرفة المتطلبات الرئيسية. مثلًا، في حين أن دراسة الطب في أوروبا تتطلّب عمومًا شهادة الدراسة الثانوية وامتحانات قبول شفوية وكتابية (من 6 شهور إلى عام)، تتطلب دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية شهادة الثانوية وأن تكون حاصلًا على درجة البكالوريوس في العلوم واختبار قبول في كلية الطب وطلب التحاق.
عمومًا، يمكن جمع بعض المتطلبات لدراسة تخصص الطب في الخارج فيما يلي:
- نموذج طلب مكتمل.
- دليل يبيّن درجاتك.
- خطابات التوصية.
- بيان شخصي.
- نسخة من جواز السفر.
- دليل إجادة الإنجليزية (اجتياز اختبار التوفل أو الآيلتس).
- دليل يبين قدرتك على دفع تكاليف دراستك.
- مقابلة طبية.
- رسوم تقديم بحسب البلد والجامعة.
مدّة دراسة تخصص الطب في الخارج
مرّة أخرى، يختلف الأمر حسب بلد الدراسة، ولكن تتراوح المدة بين 4-6 سنوات دراسة طبية، إنما لو خُضنا في التفاصيل، نرى أن دراسة تخصص الطب في بعض البلدان يستغرق 8 سنوات لإكماله! على سبيل المثال: تتطلب كليات الطب الأمريكية إكمال درجة ما قبل الطب لمدة أربع سنوات في مواد مثل علم الأحياء أو الكيمياء أو علم الأعصاب، والتي ستسمح لك بعد ذلك بدراسة الطب كطالب دراسات عليا، أي عمليًا يستغرق الأمر بين 8-10 سنوات، أما في أوروبا، يمكن للمرء أن يتقدم إلى كلية الطب بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية مباشرة، حيث تقدم بعض كليات الطب في أوروبا برنامجًا مدته 4 سنوات للطلاب الدوليين الحاصلين على درجة البكالوريوس.
إقرا ايضاً :الدراسة في الخارج للطلاب العرب 2022
نقاط يجب مراعاتها عند اختيار مؤسسة أكاديمية خارجية لدراسة
الطب في الخارج
هناك الكثير من المؤسسات الأكاديمية الدولية، والتي تفتح أبوابها للطلاب الجانب الراغبين في دراسة الطب، ولكن لاختيار الجامعة المناسبة، هناك العديد من المعايير التي يجب مراعاتها:
- اختر جامعة مُعترف بها من قِبل وزارة الصحة.
- تحقق من متطلبات الجامعة وشروطها وهل يمكنك تحقيقها؟
- حاول التحقق من سمعة الجامعة التعليمية، وطرق التدريس الطبي فيها، وجوّ الحرم الجامعي أو أماكن الإقامة، جوّ المدينة التي ستعيش فيها، هل هناك مواصلات جيدة، وحقوقك في البلد كطالب دولي. يمكنك التحقق من ذلك بالاستعانة بطلاب يدرسون هناك، أو خريجي الجامعة.
- هل هناك دورة تعليم لغة (محلية أو إنجليزية)؟
- من المهم جدًا أن تحاول معرفة أقصى حدّ يمكن أن تصل إليه تكاليف التعلم والمعيشة في البلد، خاصة وأن تخصص الطب يحتاج الكثير من المال، ولا تنسَ أنك طالب دولي مغترب!
- سجّل في أكثر من كلية، واختر المكان الأنسب لك فيما بعد (بعد إجراء الاستطلاعات السابقة).
أهم الجامعات لدراسة تخصص الطب في الخارج
إليك أهم الجامعات العالمية لدراسة تخصص الطب، مرتّبة بحسب أفضل الجامعات في الطب السريري ترتيبًا تصاعديًا:
- جامعة هارفارد في كامبردج.
- جامعة جونز هوبكينز في ماريلاند.
- جامعة كاليفورنيا في في سان فرانسيسكو.
- جامعة ستانفورد في ستانفورد.
- جامعة تورنتو في تورنتو في كندا.
- جامعة واشنطن في سياتل، واشنطن.
- جامعة بنسيلفانيا في بنسلفانيا.
- جامعة أكسفورد في أكسفورد.
- جامعة ديوك في دورهام.
- جامعة كولومبيا في نيويورك.
رسوم دراسة الطب في الخارج
يختلف الأمر بالتأكيد بين بلد وآخر، وكلية وأخرى، ولكن يمكننا القول إن متوسط التكلفة والرسوم يبلغ حوالي 38000 جنيه إسترليني (حوالي 47228$). يختلف الأمر بشكل كبير أحيانًا بين بلد وآخر؛ على سبيل المثال: تتراوح رسوم شهادة الطب في الولايات المتحدة بين 140 و240 ألف دولار على مدى 4 سنوات، بينما تكلّف دراسة الطب في كليات الطب في أوروبا ما يقارب ثلث المبلغ، حيث تتراوح الرسوم الدراسية بين 60-90 ألف دولار. طبعًا هذه الرسوم الدراسية فقط، ويجب على الطالب أن يضع ميزانية خاصة بتكاليف السفر والإقامة والطعام والكتب والمعدات الدراسية.
نفقات المعيشة أثناء دراسة الطب في الخارج
ستشمل نفقاتك الشهرية المعيشية الإقامة والطعام والكتب والأنشطة والترفيه والتنقّل، ولتغطية هذه التكاليف، تحتاج ما بين 800 – 1200 يورو (995 – 1492 دولار أمريكي) في الشهر. الإقامة وحدها قد تكلف 300 – 600 يورو (373 – 746 دولار أمريكي) في الشهر، حيث يختلف الأمر بحسب نوع الإقامة؛ هل ستشارك بعض الطلاب المسكن، أو ستستأجر شقة مفردة، أو غيرها، وطبعًا تقدم بعض الجامعات أماكن إقامة داخل الحرم الجامعي، فقد يوفر عليك ذلك تكاليف الإقامة. يمكن أن تساعدك جامعتك في العثور على غرفة إذا تواصلت مع مسؤولي الجامعة بعد قبولك فيها.
اللغة التي يُدرّس فيها تخصص الطب في الخارج
في العديد من بلدان الخارج، تُعطى برامج الدراسات الطبية باللغة المحلية، وغالبًا ما يكون لديهم برامج طبية خاصة باللغة الإنجليزية (اللغة الأكثر شيوعًا عالميًا). إذا اخترت الدراسة في بلد لغته المحلية هي الإنجليزية، مثل إنجلترا أو أستراليا أو الولايات المتحدة، فستدرس تخصص الطب باللغة الإنجليزية. أما إذا اخترت الدراسة في دول أوروبا الغربية؛ مثل فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا، فستدرس بلغة الجامعة المحلية، ومع ذلك، هناك بعض المؤسسات التعليمية في بعض الدول، التي لديها مسارات باللغة الإنجليزية (لمن يريد التعلم بهذه اللغة) مثل جامعة تشارلز في إيطاليا.
تقدم العديد من البلدان في أوروبا الشرقية أيضًا؛ مثل جمهورية التشيك ورومانيا وبولندا وروسيا وسلوفاكيا وليتوانيا، برامجها الطبية باللغة الإنجليزية، ولكن بعضها الآخر مثل جمهورية المجر، تظل بحاجة إلى دورات باللغة المحلية. سواء كانت البرامج باللغة المحلية أو اللغة الإنجليزية، فأنت كطالب دولي غير ناطق بالإنجليزية، يتوجب عليك اجتياز اختبار للغة أجنبية للتقدم إلى أي كلية طبية.
كيف تعرف ما إذا كان تخصص الطب يُدرّس بالإنجليزية في الجامعة المرادة؟
من المهم جدًا التحقق من متطلبات اللغة، لأنك عند ذلك ستحتاج إلى دليل على مهارتك باللغة الإنجليزية. يمكنك معرفة ما إذا كانت الجامعة تدرّس باللغة الإنجليزية عندما تبحث عن الشهادات الطبية على موقع الويب للجامعة، تأكد ما إذا كانت البرامج المقدمة مخصصة للطلاب المحليين فقط، أم تتطلب معرفة باللغة الإنجليزية.
إقرا ايضاً :مقارنة بين الدراسةبالخارج و الداخل … تجربتي
هل اللغة الإنجليزية كافية لدراسة الطب في الخارج؟
الإجابة المختصرة والمريحة على هذا السؤال هي نعم، فحتى لو كانت الجامعة المرادة تُقدم برامجها باللغتين الإنجليزية والمحلية، ببساطة يمكنك اختيار الإنجليزية، أو التقديم على المحلية، لا يتغير الأمر طالما أنت مستوفٍ الحد الأدنى من متطلبات اللغة.
ولكن تتغير الأمور بعد التخرج؛ فقد تكون اللغة الإنجليزية كافية للتخرج بدرجة تخصص في الطب، ولكن لن تكون كافية ليعمل الطالب الدولي كطبيب في البلد (ما لم تكن الدولة ناطقة بالإنجليزية أو تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة رسمية). مثلًا، يمكنك دراسة الطب باللغة الإنجليزية في ألمانيا، ولكن عندما تصبح طبيبًا معتمدًا، فستحتاج للتحدث بالألمانية مع المرضى بالتأكيد.
ما هي التحديات التي قد يواجهها الطالب عند دراسة تخصص الطب في الخارج؟
بينما تتمتع دراسة تخصص الطب في الخارج بالعديد من المزايا، فقد تحمل بعض التحديات أيضًا. أولى تلك التحديات هي صعوبة العمل؛ سواء من ضيق الوقت، أو في بلدان الدراسة والتي لا تسمح لك بالعمل. وحتى لو اخترت بلدًا يمكنك العمل فيه خارج أوقات الدراسة، فتكاليف المعيشة قد تكون مرتفعة جدًا في الخارج، ولا يتمتع طلاب تخصص الطب بوقت الفراغ اللازم للعمل، إذ يحتاج أي عمل في العالم إلى التفرغ عدة ساعات في اليوم، لذا تحتاج لمدخرات مالية بعيدًا عن العمل.
إلى جانب مشكلة العمل والمعيشة، تظهر مشكلة اختلاف الثقافات والتفكير، واختلاف اللغة! فينما هناك البعض يعتبر اختلاف الثقافة إضافة إلى ثقافته ببساطة، لا يمكن للبعض الآخر تقبّل العادات أو التحرر مثلًا، ويظهر تحدّي تعلّم لغة جديدة أحيانًا، في وجه الطالب المستجد!
أكتب تعليقاً