عندما قررت السفر لأكمل دراستي في الخارج، وجدت العديد من الآراء المتناقضة، شجعني الكثيرون، بينما نصحني آخرون بالدراسة في بلدي. لكني سافرت، وقررت بناءً على تجربتي أن أكتب مقالًا أُجري فيه مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل، علها تكون مفيدة للأشخاص الذين لا زالوا في حيرة من أمرهم، أرجو أن تساعدكم تجربتي البسيطة هذه في اتخاذ القرار.
مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل
في الواقع، ليس قرارًا سهلًا كما تظنّون، لكن عليكم التذكّر دومًا، أن النجاح لا يعتمد على المكان الذي يدرس فيه الطالب، بل يعتمد على الطالب فقط، وعلى قوة نيّته بالدراسة حقًّا. والآن، study abroad vs study locally?، الدراسة في الخارج أم في الداخل؟
بالنسبة لي، هناك الكثير من المزايا والإيجابيات التي اكتسبتها من دراستي في الخارج، وفي المقابل كنت أفتقد مزايا الدراسة في بلدي، كيف؟ كالتالي:
فرصة للتعلم بطريقة مختلفة وبلغة مختلفة
هل تريد الحصول على قبول جامعي للدراسة في الخارج؟
اختر وجهة الدراسة لمعرفة شروط وتكاليف الدراسة وتقدم للحصول على قبول جامعه او معهد لغة بشكل سريع.
اختر وجهتك الانعند اختيار الدراسة في الخارج، فأنت تمهّد الطريق نحو الحصول على أفضل تعليم ممكن في مجال تخصصك، إذ يمكنك التقدّم للدراسة في أيٍّ من المؤسسات الرائدة على مستوى العالم والمتخصصة بموضوع دراستك، بالتالي أنت تختار أن تدرس وفق أحدث الآلات والتقنيات وأكثرها ابتكارًا، وعلى أيدي أفضل الباحثين والمعلمين، فهل هناك فرصة للنجاح أكبر من هكذا فرصة، ذلك بدلًا من أن تبقى في بلدك والحصول على تعليم معتاد وتقليدي.
لكن عليك أن تدرك أن الأمر ليس بهذه السهولة، فالدراسة ستكون صعبة ومكثفة، خصوصًا عندما تكون في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدك الأم، وحتى عندما يحين موعد العطلات الأسبوعية أو الاحتفالات أو الأعياد، ستكون أنت المجتهد البعيد. لكن لا تقلق، فهذا الحنين للوطن هو شعور يأتي ويذهب، ليس دائمًا مستمرًا. ضع هدفك نصب عينيك، واعمل بجد من أجله، فهذا سيهوّن الغربة كثيرًا، هذا ما حصل معي على كل الأحوال.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تجري مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل لا يمكن أن تنسى موضوع اللغة، فأنت مجبر أن تتعلم لغة مختلفة، ليس فقط أن تتعلمها أكاديميًا، بل أن تتحدث بها مع الناس في الشوارع والحدائق وكل مكان. قد تجد ذلك صعبًا في البداية، لكنه ممتع، فأنت تتعلم لغة جديدة للتواصل تضيفها إلى قائمة مهاراتك، وتحسن عمل دماغك.
أقرأ ايضاً : الدراسة بالخارج للطلاب العرب 2022
التكاليف والمصاريف
هو أمر ليس قليلًا عند إجراء مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل، فالدراسة في الخارج لا تتعب القلب فقط بل الجيب أيضًا! إذ غالبًا ما تكون الدراسة للطلاب الدوليين مكلفة جدًّا، فبالإضافة إلى الرسوم السنوية التي يتوجب دفعها للجامعة، هناك تكاليف الإقامة، والمواصلات، والطعام، وغيرها. حتى إن قررت زيارة الأهل، هناك مصاريف كبيرة لذلك.
إن كنت تستطيع تدبر هذا الأمر وتحمل هذه التكاليف على نفقتك الخاصة، فمشكلتك إذًا محلولة، أما إن لم تكن تملك ما يكفي، فلا داعي لليأس، هناك دومًا منح مجانية تقدمها الحكومات أو الجامعات، لكن عليك أن تتابع وتبحث بصبر في المواقع الإلكترونية للجامعات والمواقع التعليمية عن آخر أخبار المنح الدراسية، علّك تستفيد من إحداها كما حصل معي.
هل تختار المغامرة أم البقاء في منطقة الراحة
قد تكون النقطة الأصعب عند المقارنة بين الدراسة بين الخارج والداخل هي الابتعاد عن الأهل والأصدقاء، وهو أمر قاسٍ ومؤلم، لاسيما عندما يكلمونك أصدقاءك المجتمعين المستمتعين بصحبة بعضهم، بينما أنت بعيد ووحيد في بلد آخر. كان هذا تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، لكني نظرت إلى النصف الممتلئ من الكأس، فقد علمني السفر أن أكون مستقلةً، غير معتمدة على أحد إلا على نفسي، علمني أن أواجه مخاوفي الاجتماعية وألا أخشى من التعرف على أناس غرباء.
لقد أبعدنا السفر عن أهلنا صحيح، لكن البلد المضيف قد عرفنا على أشخاص من ثقافات وعادات وبلدان مختلفة، أصبحوا هؤلاء الغرباء أصدقاءً أعزاء مقربين. يمكن القول ان هذه التجربة قد ساهمت في أن أصبح شخصًا أكثر انفتاحًا ونضجًا، كما أكسبتني ثقة بالنفس أكبر، وأدركت أن الإنسان قويّ وقادر على التأقلم حينما تفرض الظروف عليه ذلك.
أقرأ ايضا : اسئلة متكررة حول الدراسة في الخارج
تحديث سيرتك الذاتية
ماذا يعني ذلك؟ ابحث على جوجل عن مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل، أوstudy abroad vs study locally، سترى غالبًا أن الدراسة في الخارج تحسّن سيرتك الذاتية، لكن لماذا؟
ليس فقط لأنك أتقنت لغةً جديدة، وحصّلت تعليمًا جيّدًا من جامعة مرموقة، بل هناك أشياء أُخرى يخبرها السفر عنك. إذ غالبًا ما ينظر أرباب العمل إلى الأشخاص الذين درسوا في الخارج على أنهم أشخاص مستقلون، قادرون على مواجهة تحديات العمل والمشاكل غير المتوقعة، ويمتلكون معارف دولية جيدة، ومنفتحون على التجارب الجديدة.
تحسين سيرتك الذاتية يعني زيادة فرصك للقبول في العديد من المنظمات الدولية ومتعددة الجنسيات وغيرها من الشركات التي قد تطمح للعمل معها، ذلك أمر شيّق، أليس كذلك؟
حواجز ثقافية أم فرصة للتعرف على ثقافة جديدة
قد يواجه البعض عندما يقررون الدراسة في الخارج بالإضافة إلى معوقات اللغة التي قد تواجههم في البداية بعض الأمور المربكة، مثل أوراق الإقامة، الحساب المصرفي، وما إلى ذلك. أو قد يواجهون بعض الحواجز الثقافية المتعلقة بالدين، أو اختلافات التواصل، أو الأطعمة المختلفة، أو أدوار الجنسين، أو طباع الناس المختلفة في البلد المضيف. هذه العادات والإجراءات المختلفة قد تشكل تحديًا حقيقيًا حتى يستطيع الطالب فهمها والتأقلم معها.
لكن ومن جهةٍ أُخرى، فعند إجراء مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل، قد يكون الخارج رغم تلك الحواجز الثقافية فرصة للانفتاح على العالم. تخيل فقط أنك قادر على التعرف على حضارة وثقافة جديدة واستكشاف جزء آخر من العالم، أن تزور متاحف ومعالم ومناطق جبلية وساحلية وغيرها من الأماكن المدهشة، والتي لم تكن لتتخيلها لو بقيت في بلدك، أن تختبر أشكالًا جديدة من الترفيه، كالمهرجانات والكرنفالات والحفلات الموسيقية وغيرها، ألا يستحق الأمر خوض التجربة!
لا يتوقف الأمر عند بلد أجنبي واحد تدرس فيه، بل قد تكون الفرصة متاحة لأن تزور العديد من البلدان، كما هو الحال إن درست في بلد أوروبي مثلي، يمكنك الانتقال واستكشاف معظم دول القارة العجوز.
كما أنّ الدراسة في الخارج ستتيح لك المجال للتعرف على العديد من الاهتمامات والأنشطة الجديدة التي لم تكن لتكتشفها أبدًا إن لم تسافر. فقد تكتشف أنك موهوب بالتزلج على الثلج، أو رياضة السكواتش، أو ربما بركوب الأمواج، مَن يدري! بالنسبة لي، فإنّ ركوب الدراجة الهوائية من وإلى الجامعة كان أفضل تجربة رياضية عشتها على الإطلاق.
أقرا ايضا : اسئلة متكرره حول الدراسة في الخارج
مخاطر كبيرة
هناك أمرٌ لا يمكن أن نغفل عنه عند إجراء مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل وهو قرار الانسحاب، فإذا قرر الطالب لسبب ما أنه غير قادر على إكمال دراسته في الخارج، فإن ذلك سيكلفه ضياع الكثير من الوقت والجهد والمال، مقارنة بقرارٍ مثيل عند الدراسة في الوطن.
إذًا، هكذا هي الحياة، لكل شيء إيجابيات وسلبيات، فعندما تجري مقارنة بين الدراسة في الخارج والداخل عليك أن تدرك أنّ هناك مزايا وعيوب لكل منهما. إن أردت نصيحتي، لا تدع بعض العيوب للدراسة في الخارج تنهيك عن اتخاذ هكذا قرار مهم في الحياة، والذي من شأنه أن يحقق لك العديد من الفوائد على المستوى الشخصي والدراسي والمهني.
أكتب تعليقاً